وأنت تعبر شارع صلاح سالم وقبل أن تتوه بعينيك فى مخارج الطريق ومداخله ، تذكر أن هذا الرجل ” صلاح سالم نفسه ـ أحب الأميرة فايزة شقيقة الملك فاروق، وكما تتقاطع الطرق أمامك الآن تقاطعت الحياة بصلاح سالم عضو مجلس قيادة ثورة 1952الذى جعلته يوليو صحفيا ورئيسا لتحرير الجمهورية قبل أن يقع فى غرام بنت الأكابر الناعمة التى تعرّف عليها بعد واقعة مؤسفة لأحد ضباط جرد ممتلكات الأميرة ،حيث اشتكت الست فايزة وسالت دموعها حتى وصلت إلى صلاح سالم الذى تعاطف بدوره معها ومع دموعها الغالية وعاقب الضابط الوقح الذى تصرف بطريقة مهينة وهو يحصر ملابسها الداخلية!، وشكرته الأميرة،لكنه لم يكتف بالشكر!،وتعلق بها وتعاطف معها وبثت له مُر الشكوى من سؤ معاملة بعض رجال الثورة معها ومع جميلات آخريات من برنسيسات القصور لم يرتكبن جريمة ، وزاد تعلقه بها ،وعرف عبد الناصر القصة! وأدرك أن الرجل أصبح فى موقف لن يسمح له بمعرفة تفاصيل قرارات الجرد المتعلقة بممتلكات العائلة المالكة وأنه تحت تأثيرحالة الحب قد يتصرف بقلبه قبل عقله.
ويبدو أن وجهة نظر عبد الناصر كانت صحيحة حسب رواية شمس بدران فى مذكراته التى يؤكد فيها أن عبد الناصر استغل غرام الصاغ بالأميرة فى الخلاف الذى وقع بينهما وتم تسريب معلومات عن مساعدة صلاح سالم فى تهريب بعض مجوهرات الأميرة! .
هكذا يأخذنا الكاتب الكبير محمد العزبى فى كتابه (الصحافة والحكم)إلى الحب فى شارع صلاح سالم ومنه إلى حكايات الغرام فى بلاط صاحبة الجلالة حيث الفنانة صباح التى خطفت قلب موسى صبرى الذى وقف بجوارها فى أزمة طلاقها من عازف الكمان أنور منسى،وظل على حبها لدرجة أن على أمين لاحظ كثرة النشر فى مجلة الجيل عن صباح،فصرخ : دى مجلة سياسة وانت حولتها لكباريه يا موسى، لكن موسى لم يتوقف عن حبه لصباح وهو يتصور أن أحداً لا يعرف سر العلاقة، لكن مصطفى أمين بدهاء أو بمكر أو بمعلومة قال له (عبد الناصر عارف القصة من تليفوناتك ليها)، ولم يتوقف موسى حتى جاءت صباح ذات صباح وأبلغته بخبر زواجها!،
لكن أنيس منصور ـ كما يذكر محمد العزبى ـ قال إن موسى صبرى كان على استعداد لتغيير دينه للزواج من ابنة الشيخ أحمد حسن الباقورى وزير الأوقاف فى حكومة عبد الناصر.
لا يستقيم شارع الصحافة،ولا يكتفى بقصص الحب،لكن هناك بركات الشيخ الفاسى التى ظهرت فى الثمانينيات مصاحبة لظهور شركات توظيف الأموال،وكتب الأستاذ أحمد بهاء الدين مقاله اليومى بالئاهرام عن تلك الظاهرة محذرا من الإساءة إلى الصحافة المصرية بتقديم الهدايا والبركات من فلان وعلان وذكر اسم الفاسى،ونشر المقال فى الطبعة الأولى وتم رفعه من الثانية!،وطلبوا منه كتابة مقال آخر،لكنه رفض، وكانت سابقة خطيرة أن يتم منع مقال كاتب كبير بحجم بهاء الدين، الذى يسلم نفس المقال فيتصل به المحرر المسئول،فيجيبهم: انشروا مكانه إعلان!، أما السر وراء المنع فكان عقد إعلانات ب 300 ألف جنيه استرلينى! وكانت الحكاية حديث الصحف وأروقة مجلس الشعب،
وتتفرع شوارع الصحافة ثم تميل نحو الصحفيين الذين خانوا المهنة، وتلاعبوا بها ليصلوا بالنفاق والرياء والتدليس إلى القمة،
حكايات تبدأ من الخمسينيات وتستمر وتتوغل وتكشف وتفضح فى لغة سهلة ومعلومات دقيقة كتبها العميد والأستاذ والمًعلم محمد العزبى ولا أتوقف عن مراجعة القراءة فيها باستمتاع يشبه عذوبة هذا الكاتب الذى أعطى ظهره للساقطين والساقطات فى بلاط صاحبة الجلالة وظل قابضا على ما يراه صوابا حتى هذا اليوم وقد أصبح له تلاميذ وأبناء فى المهنة لم يجلسوا إليه لكنهم يعرفون قدره ومكانته..
متعك الله بالصحة يا أستاذ