ـ لا قيد في المتعة الحلال عندنا: “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ” (المؤمنون5-7)
ـ يذهب البعض إلى أن الملاعبة قبل الجماع فرض بنصّ الآية: “نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ” فالتقديم هو الملاطفة. قال صلى الله عليه وسلم: “لا يقعن أحدكم على امرأته، كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل: وما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام
جلال كشك
في 1984 كانت المحاكم المصرية على موعد مع كتاب هو الأخطر والأكثر جرأة والأقوى حجة بداية من عنوانه (خواطر مسلم فى المسألة الجنسية”! وحتى آخر صفحة منه !
المشكلة لم تكن في الكتاب الذي أقام الدنيا ولم يقعدها آنذاك، وإنما كانت في المؤلف الذي لم يترك شاردة ولا واردة في فنون الجنس إلا أحصاها مستنداً إلى الأحاديث الصحيحة وآراء كبار الفقهاء! فلم يجد الأزهر ورجاله ما يطعن في الكتاب رغم جرأة العنوان والمضمون الذى تضمن فصولاً أخشى لوم اللائمين إن نقلت فقرات منها هنا! وانتصرت المحكمة للمؤلف وأفرجت عن كتابه في جلسة 22 يوليو 1984، ورفضتْ الطعون التي تم تقديمها ضدهما.
المشكلة الآخرى كانت في الصدمة التي انتابت قراء المؤلف والكاتب الكبير “جلال كشك” ممن يعرفون قدره ومكانته خاصة بعد كتابه الشهير “ودخلت الخيل الأزهر” فكيف لعالم وفقيه وطني من فقهاء العصر أن يؤلف كتابا في الجنس؟! وهو ما حدث مع ابن حزم الاندلسي عندما كتب “طوق الحمامة” فاتهموه في دينه.
أعضاء لجنة القراءة والمراجعة في مجمع البحوث الإسلامية حاولوا بكل الطرق مصادرة الكتاب قبل طباعته. لكن جلال كشك لم ينشغل بأمرهم كان واثقاً في مراجعه الفقهية الصحيحة، فلم ينتظر موافقتهم وأصدر طبعة من الكتاب في أوروبا أطلق عليها مصطلح “الطبعة الحرة”. وقال في المقدمة ـ مخاطباً الغرب ـ إن الغرض من الكتاب هو الدفاع عن الإسلام كدين إنساني أعطى العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة تمام نجاحها وصلاحها. فإن كانت المجتمعات الغربية تتباهى اليوم بقدرة النساء على المطالبة بحقوقهن الزوجيه في الفراش؛ فإن دين الإسلام أعطى المرأة حق الاعتراض والاحتكام إلى الفقهاء إن شعرت بتقصير أو عدم ارتواء. الزوجة في الإسلام لا يجوز لها أن تمتنع عن تلبية رغبة الزوج قال رسول الله: “والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها”. لذلك قرر الشرع قاعدة لا ضرر ولا ضرار، واعتبر من الضرر عدم إشباع الحاجة الجنسية لها، ومن ثمَّ لها حق الطلاق سواء كان امتناع الزوج عن عجز أو كراهية أو عن رغبة في الإيذاء والازعاج.
فتحريم الزنا في الإسلام ليس نابعاً ـ كما يعتقد الجهلاء ـ من كراهية الجنس؛ بل من احترامه وتنزيهه عن العبث. ومن احترام للمرأة وتنزيهها عن أن تكون أداة لمتعة الرجل، وحتى لا يُنسب الطفل لغير لحظة الحب التي أنجبته.
ولا قيد في المتعة الحلال عندنا: “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ” (المؤمنون5-7) وقال رسول الله : ” إنَّ من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يُفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم يفشي سرّها”.
ومفهوم النصّ والشرح ـ يقول جلال كشك ـ في “الإفضاء” يعني أنَّ التعبير عن الشعور خلال الجماع مباح. وشرح الإمام النووي هذا الحديث (631 هـ) فقال: “وفي هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمر الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك، وما يجري من المرأة من قول أو فعل أو نحوه”.
والاتصال الجنسي ـ يقول جلال كشك ـ عندنا ـ في الإسلام ـ يُثاب عليه، قال صلوات الله عليه: ” وفي بضع أحدكم صدقة ” (أي في الجماع) .
ويذهب البعض إلى أن الملاعبة قبل الجماع فرض بنصّ الآية: “نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ” فالتقديم هو الملاطفة. قال صلى الله عليه وسلم: “لا يقعن أحدكم على امرأته، كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل: وما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام”. وقال: “ثلاث من العجز في الرجل.. وذكر منها أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها (أي يجامعها) قبل أن يحدثها ويؤانسها ويضاجعها فيقضي حاجته منها، قبل أن تقضي حاجتها منه”.
وبعد صدر قرار لجنة مجمع البحوث الإسلامية ببراءة الكتاب، وخلوّه من أى تعارض مع الدين الحنيف لا نصًا ولا تأويلاً وبعد حكم المحكمة علق جلال كشك: “وهكذا كان الظنّ في الأزهر ورجاله الكرام، وبناء على تقرير اللجنة أصدرت المحكمة أمرها بالإفراج عن الكتاب فورًا وانصاعت السلطة التنفيذية…وباء الواشي بالعار والخيبة”.
ويحرص الكاتب الكبير على تضمين نص مذكرة مجمع البحوث الإسلامية وقرار الإفراج عن الكتاب وإلغاء المصادرة.
والكتاب فى مجمله تحفة فنية ليس فقط فى الالتزام بإسناد الأحاديث والاستشهاد بالآيات عن فهم ووعي؛ ولكن لأنه روشتة إسلامية تصلح مدونة سلوك للحياة الزوجية. فالكاتب يكيد للغرب ليكشف كم كان الإسلام أكثر حرية في التعبير عن العلاقة الجنسية بين الزوجين. وفى سبيل ذلك يستعرض فصولاً مذهلة توضح حقوق الزوجة فى إعلان غضبها صراحة إن لم تجد متعتها فى فراش الزوجية. كل ذلك قبل أن يعرف العالم جمعيات حقوق المرأة ومجالسها الموقرة، ولو سمحت الظروف سننشر فصولاً من الكتاب المهم والذي اختفى من الأسواق تماما .