الفيلم الثالث في تجربة يوسف شاهين “نساء بلا رجال” 1953، قصة إحسان عبدالقدوس؛ وضعه في مأزق كبير خاصة أنه شارك نيروز عبد الملك في كتابة السيناريو والحوار. ومع فشل هذه التجربة لم يكن أمامه إلا العودة من طريق الضحك والاقتناع بأنه لم يكن أبدا مخرجا كوميديا، وفعلا عاد للجمهور من خلال فيلم “صراع في الوادي” في 1954.
بعد 3 أعوام من قصة “نساء بلا رجال” كان يوسف شاهين قد تعافى تماما من أزمة تجربة الكوميدية القاسية، وأعاده أبو السعود الإبياري للكوميديا بفيلم “أنت حبيبي” 1957، ليصنف وقتها من أبرز أفلام الكوميديا الغنائية. إذ ضمن له “الإبياري” كل عوامل النجاح بداية من اختيار فريد الأطرش وشادية، كأبطال للعمل. والمعالجة المختلفة لقصة اثنين من الأقرباء يتزوجان رغما عن أنفهما لأسباب خاصة بالميراث والضغوط الأسرية، ويتفقان على أن يكون الزواج صوريا حتى تنتهي فترة محدودة تتضمن الحصول على الميراث، لكن قبل الطلاق يكتشفان أنهما وقعا في الحب ويبدأن شهر عسل حقيقي.
“أنت حبيبي”، كتبه الإبياري في أنضج حالاته كمؤلف كوميدي،، ووفقا لمحمود قاسم، مؤلف كتاب “أبو السعود الإبياري”، استطاع الأخير من خلال تجربته الكوميدية مع يوسف شاهين؛ التخلي عن تيمة “الاستعراضات الراقصة” والاعتماد فقط على الغناء سواء فردي أو “دويتو”. كما تفرغ للقصة والسيناريو والحوار تماما، وأسند تأليف جميع أغاني العمل لشعراء أخرين، ولم يكتب أغنية واحدة في الفيلم على غير عادته. فكتب الشاعر فتحي قورة أغنيتين: “مرة يهنيني مرة يبكيني، يا سلام على حبي وحبك”. وكتب الشاعر محمود فهمي إبراهيم 3 أغنيات: “يا مقبل يوم وليلة، مايكونشي ده اللى اسمه الهوي، زينة”، وكتب أغنية “أحلف لك ما تصدقشي” الشاعر يوسف بدروس، ووضع الألحان والموسيقى التصويرية للعمل فريد الأطرش.
ويضيف محمود قاسم، أن “السيناريو الذى كتبه الإبياري وأخرجه يوسف شاهين، فجر قوة الإضحاك عند ممثلين كثيرين، منهم من لم يقدموا مثل أدوارهم في (أنت حبيبي) من قبل مثل عبدالعزيز خليل، والد (ناني) هند رستم، كما رأينا من قبل فريد وشادية يعملان في أدوار كوميدية. وأيضا سراج منير، وبالطبع فإن عبدالسلام النابلسي، وزينات صدقي، من صناع الكوميديا النادرين، لكن كانت المفاجأة من خلال تقديم عبدالمنعم إبراهيم (زاهر) في أول دور كوميدي كبير في السينما، وكذا أدت هند رستم دور مضحك ومختلف”
أبو السعود الابياري – محمود قاسم – سلسلة الخالدون المهرجان القومي للسينما