ريم صالح
تخيل عزيزي المشاهد فيلم يخليك تعيط وتضحك وتفتكر، وكل ده من غير ما تحس إنه بيحاول يستعطفك… ده بالظبط اللي عمله المخرج النرويجي يواكيم ترير في تحفته الجديدة “Sentimental Value”، واللي نزل مهرجان كان السينمائي 2025 زي قنبلة هادية، تصفيق لمدة 19 دقيقة مش هزار!
في مهرجان كان السينمائي 2025، وقف الجمهور يصفق لمدة 19 دقيقة لفيلم نرويجي هادئ لكنه بيهز القلب “القيمة العاطفية” أو Sentimental Value، من إخراج يواكيم ترير. ودي مش أول مرة يواكيم يعرف يلعب على أوتار المشاعر، بس المرة دي كانت مختلفة… المرة دي كانت أنضج وأصدق.
الفيلم بيبدأ من لحظة فقد، من جنازة، من بيت عيلة بيرجع يفتح أبوابه بعد سنين طويلة. نورا وأغنيس، أختين فرقهم الزمن والمسافات والمشاعر اللي متقالتش، بيرجعوا مع بعض لبيت طفولتهم بعد وفاة أمهم. ووسط الغبار والذكريات، بيظهر غوستاف، أبوهم اللي كان مخرج سينمائي شهير، وسابهم من زمان. رجوعه مش بيكون سهل، خصوصًا على نورا اللي مش قادرة تسامح بسهولة، وعلى أغنيس اللي بتحاول تهدي اللعب وتخلي العيلة تتكلم بدل ما كل واحد يفضل ساكت في زاويته.
كل حاجة في الفيلم ماشية على مهل، بس ولا لحظة مملة. الكادرات بتحكي أكتر من الكلام، والموسيقى هادية زي الخلفية اللي بنعيش فيها كلنا من غير ما ناخد بالنا. ويظهر كمان دور “راشيل”، ممثلة أمريكية شابة بتمثل في فيلم غوستاف الجديد، ودخولها في وسط الحكاية بيكسر التوازن، وبيخلي الحوارات تاخد شكل جديد، ما بين التمثيل الحقيقي، والتمثيل قدام الكاميرا.
“القيمة العاطفية” مش بس عن ذكريات عيلة، لكنه كمان عن قيمة الفن كأداة للمصالحة، عن إزاي الكلمة اللي ما اتقالتش من سنين ممكن تتقال أخيرًا، وإزاي حضن ممكن يكون أقوى من كل الخناقات اللي حصلت. الفيلم ما بيصرخش، بس بيوجع. ما بيبالغش، بس بيقرب جدًا. وفي وسط كل دا، بتحس إنك إنت كمان جزء من الحكاية، بتفتكر أهلك، وبيتك، وحاجات كانت ليها قيمة… وما زالت.
في عالم كله دوشة، “Sentimental Value” هو لحظة هدوء حقيقية، بتفكرك إن أحيانًا، الرجوع للماضي هو الطريق الوحيد عشان نلاقي السلام مع نفسنا.
اقراء أيضا
كيدمان وبريانا في كان مندوبات الستات في الشاشة الفضية
غزة على السجادة الحمراء: حين تتحوّل المعاناة إلى سينما في مهرجان كان
بناهي طلع من السجن بكاميرا… مش ببيجاما!