• Privacy Policy
  • about us
  • contact us
الثلاثاء, يوليو 1, 2025
  • Login
فودكا - مزاج القراءة
  • الرئيسية
  • سيرة الكتب
  • باتيناج
  • ترجمان الأشواق
  • خمارة القط الأسود
  • كأس
  • فودكا
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • سيرة الكتب
  • باتيناج
  • ترجمان الأشواق
  • خمارة القط الأسود
  • كأس
  • فودكا
No Result
View All Result
فودكا - مزاج القراءة
No Result
View All Result

النور الذي صاغ الفجر وأوقد ظلال الإنسان .. زرادشت

Ashraf Abdel Shafy by Ashraf Abdel Shafy
يونيو 21, 2025
in ترجمان الأشواق
0
0

ريم صالح

كان الزمان هشًّا، يتكئ على صمتِ الجبال القديمة، حين نهض رجل من رحم الضوء، وسمّى نفسه زرادشت. لم يأتِ راكبًا خيول الفتح، ولا ناشرًا رايات الغلبة، بل جاء حاملًا نارًا مقدسة، لا تحرق، بل تهدي. كان أشبه بجمرةٍ في ليلٍ بارد، تضيء للقوافل المشتتة طريقًا وسط الرمل والصقيع.

زرادشت، الفيلسوف الإيراني الذي عاش بين 1500 و1000 قبل الميلاد، لم يكن نبيًا تقليديًا، بل شاعرًا للكون، ورسولًا للحكمة، أنزل على الناس فلسفة تُقسم العالم إلى جناحين: جناح من نورٍ يُحلّق فيه أهورا مزدا، رب الخير والنظام والصدق، وجناح من ظلامٍ يتوارى فيه أنغرا ماينيو، رب الشر والاضطراب والكذب.

هو الذي قال للإنسان: “اختر“، وأعطاه حرية الوقوف على مفترق الطرق بين النور والعتمة، بين الفضيلة والخطيئة. لم تكن تعاليمه طقوسًا جامدة بل أناشيد أخلاقية، حيث الخير ليس فقط فعلًا، بل أسلوب حياة، والشر ليس فقط جريمة، بل انسلاخٌ عن النظام الكوني. “في رؤى زرادشت، لم يكن المعراج سُلّمًا إلى السماء، بل عبورًا داخليًا في النفس، حيث يصعد الإنسان درجات النور بالحكمة، حتى يتجلّى له الخير كاختيار لا كفرض، ويصير النور طريقًا لا نهاية له.”

نيتشه: من زرادشت النور إلى زرادشت الإنسان الأعلى

ثم جاء فريدريك نيتشه، المتأرجح بين العبقرية والجنون، ليعيد خلق زرادشت من رماده. لم يره نبيًّا، بل صوتًا داخليًا يوقظ في الإنسان نداءًا لتجاوز ذاته.

في كتابه “هكذا تكلّم زرادشت“, لم يبقَ الصراع بين أهورا وماينيو، بين النور والظلام، بل أصبح بين الإنسان وهشاشته، بين اللحظة الساقطة والإرادة التي تقف وتقول: “نعم!” للحياة. بين نوره وظلامه .. نور روحه وظلام نفسه.

قال زرادشت نيتشه:

 

“الإنسان حبلٌ مشدود بين الحيوان والإنسان الأعلى، حبلٌ فوق هاوية.”

لم تعد الأخلاق خارجية، ولا الإله خارجي، بل أصبح الإنسان هو الشمس الجديدة، وعليه أن يُضيء عالمه من داخله، لا أن ينتظر الخلاص من نجم بعيد.

زرادشت في مرايا الفنون

لم تبقَ نار زرادشت محصورةً في المعابد، بل تسرب رمادها إلى كل ما خطّته يد الإنسان من فكرٍ وفن، في نغمة، في لوحة، أو على شريط سينمائي يحكي حكاية النور والظلال.

في عام 1896، أمسك الموسيقار الألماني ريشارد شتراوس بريشة من نار زرادشت، وكتب مقطوعته الشهيرة “Also sprach Zarathustra” (هكذا تكلّم زرادشت)، مستلهمًا من كتاب نيتشه الذي حمل العنوان نفسه. تبدأ المقطوعة بنغمة واحدة ترتفع تدريجيًا، تُشبه بزوغ الشمس على صحراء لا متناهية. الطبول تقرع كنبض الكون، والوتريات تهدر كأنها ارتجافة الوعي الأول. هذه المقطوعة لم تكن مجرد موسيقى، بل إعلان ولادة: ولادة إنسانٍ ينهض من الظلام نحو إدراك ذاته.

ثم أعاد المخرج ستانلي كوبريك بعث هذه النغمة في أحد أهم وأجمل الآفلام في تاريخ السينما “2001: أوديسا الفضاء“. لم تكن الخلفية الموسيقية مجرد ترفٍ درامي، بل تجسيدًا صوتيًا لصعود الوعي البشري، تمامًا كما حلم زرادشت ذات صحوٍ سماوي.

وفي الفن التشكيلي، لم تُرسم ملامحه بوضوح، لكن روحه تسكن لوحات رمزية تتصارع فيها الألوان بين نارٍ وظل، بين وجهٍ يضيء وآخر يختبئ. وكل لوحة عن الخير والشر، عن النقاء والفساد، كانت تهمس بشيء من زرادشت.

حين شوهت السينما النبوءة

وفيما اشتعل الفكر والموسيقى بهذه النار الفارسية العتيقة، دخلت السينما الأمريكية على خط الأسطورة، لكنها – كما تفعل دائمًا – ألبستها زيًا أمريكيًا براقًا، وحوّلت الفكرة من صراعٍ وجودي داخلي إلى عرض عضلات خارق. حيث يعيش زرادشت متخفيًا في شخصيات مثل سوبرهيرو – رمز النقاء والعدالة – في مواجهة أعداء يرمزون للشر والفوضى. هي حكاية زرادشت القديمة، لكن بزيّ جديد، ومؤثرات رقمية.

فـ”سوبرمان”، و”باتمان”، وحتى “الكاوبوي” في أفلام الغرب الأمريكي، لم يعودوا رموزًا فلسفية، بل أبطالًا أمريكيين يرتدون عباءة الأخلاق الكونية، ليُصبح الإنسان الأمريكي نفسه هو التجسيد المطلق للخير، والعدو دائمًا خارجي، شرقي، فوضوي. هكذا فقدت معركة زرادشت جوهرها: لم تعد اختيارًا أخلاقيًا داخليًا، بل تبريرًا للقوة على حساب المعنى. وأصبح الصراع صراع قوى بدلا من الصراع بين النور والظلام.

الصراع بين أهورا مزدا وأنغرا ماينيو تحوّل إلى صراع بين واشنطن وأعدائها، وسُمّي الخير بـ”نمط الحياة الأمريكي”ـ والأخر بالشر ومحوره. وهكذا، بدل أن تدعونا السينما إلى التفكّر، أصبحت تدعونا إلى التصفيق.

زرادشت… سؤال لا يموت

ورغم كل ما تغيّر، بقي زرادشت يسكن الهامش: في كل موسيقى تُشبه الفجر، في كل لوحة تقسم العالم بين نورٍ وظل، في كل نفسٍ بشرية تتردّد قبل أن تختار.

إن زرادشت ليس مجرد اسم منقوش على جدران الإمبراطورية الأخمينية، بل هو فكرة تعيش.
هو نار تتخفى في النغمة، في اللوحة، في القصة.

زرادشت، الفيلسوف الإيراني، لم يمت بنهاية حياته، بل تكرّر في كل عصر.

تكرّر حين نسمع نغمة شتراوس تصعد مع الشمس.

تكرّر حين نقرأ نيتشه ونرتجف من فكرة الإنسان الذي يصنع نفسه.

تكرّر – حتى حين شوهته الشاشة – في كل لحظة نتساءل فيها:

هل سنختار النور؟ أم نواصل التحديق في العتمة حتى تبتلعنا؟

 

Tags: الفنونزرادشتسينمافلسفةنيتشههكذا تحدث زرادشت
Previous Post

أشهر مصوري الإسلام .. بهزاد

Next Post

مصر تعزف البيانو

Related Posts

فن تحنين الحجاج
ترجمان الأشواق

فن تحنين الحجاج

يونيو 13, 2024
مصر في كان
ترجمان الأشواق

مصر في كان

مايو 15, 2025
دراما الفن والموت فى حياة مودليانى
ترجمان الأشواق

دراما الفن والموت فى حياة مودليانى

مايو 3, 2024
ترجمان الأشواق

وإنى سميتها ضحى

أغسطس 17, 2024
شبح دكتور جيكل ومستر هايد ..فى الشرنقة
ترجمان الأشواق

شبح دكتور جيكل ومستر هايد ..فى الشرنقة

مارس 24, 2025
عودة الروح إلى ماسبيرو
ترجمان الأشواق

عودة الروح إلى ماسبيرو

مارس 21, 2025
Next Post
مصر تعزف البيانو

مصر تعزف البيانو

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فودكا - مزاج القراءة

جميع الحقوق محفوظة لموقع فودكا

استكشف الآن

  • الرئيسية
  • سيرة الكتب
  • باتيناج
  • ترجمان الأشواق
  • خمارة القط الأسود
  • كأس
  • فودكا

تابعنا الآن

Welcome Back!

OR

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In
error: Content is protected !!
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • باتيناج
  • ترجمان الأشواق
  • خمارة القط الأسود
  • سيرة الكتب
  • فودكا
  • كأس
  • Privacy Policy
  • about us
  • contact us

جميع الحقوق محفوظة لموقع فودكا