ريم صالح
منذ افتتاح مهرجان كان السينمائي الدولي وهو المهرجان الأشهر الذي يُعقد في الفترة من 13 إلى 24 مايو، في الدورة الثامنة والسبعين من هذا الحدث السينمائي البارز. سودت العديد من الصفحات الورقية والأنترنتية بأخبار وصور الفنانات وتقييمات لأزيائهن وأشهر المصممين. وتناثرت الأخبار حول الأفضل والأسوء؛ لكن لم يخرج علينا أخبارا حول الافلام المشاركة في المهرجان وهو السبب الأهم في عقد المهرجان أصلا.
يتنافس في المسابقة الرسمية هذا العام 22 فيلمًا من أصل 2,909 فيلما تقدموا للمسابقة، تشمل مجموعة متنوعة من الأعمال من مختلف أنحاء العالم. فمن بين الأفلام البارزة التي تُعرض في المهرجان هذا العام“Die, My Love” للمخرجة لين رامسي،“Eddington” للمخرج آري أستر،“The Phoenician Scheme” للمخرج ويس أندرسون، “The History of Sound” للمخرج أوليفر هيرمانوس، “Alpha” للمخرجة جوليا دوكورنو، “The Secret Agent” للمخرج كليبر ميندونسا فيلو.
كما سيتم عرض أفلام هندية مثل “Homebound” و”Tanvi: The Great”، بالإضافة إلى عرض نسخة مرممة من فيلم “Aranyer Din Ratri” للمخرج ساتياجيت راي وهو فيلم هندي بنغالي صدر في عام 1970، ويعتبر من الأعمال الكلاسيكية في السينما الهندية، ويعكس أسلوب ساتياجيت راي الفريد في تناول القضايا الاجتماعية والثقافية من خلال عدسة فنية عميقة. وتم ترشيح الفيلم لجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي العشرين.
الأفلام العربية المشاركة في مهرجان كان 2025
ولم تخلو قائمة الافلام المشاركة في المهرجان من المساهمة العربية سواء جاءت بشكل صريح عبر مشاركة رسمية؛ أم بشكل مستتر عبر مساهمات عربية في انتاج غير عربي. من أهم هذه الافلام Once Upon a Time in Gaza من فلسطين؛ وهو فيلم مثير عن قصة تدور في غزة، من إخراج التوأم الفلسطيني طرازان وعرب ناصر.
أيضا فيلم Aisha Can’t Fly Away من مصر وهو يتناول قصة عائشة، من إخراج مراد مصطفى، ويجمع بين عدة دول مثل مصر والسودان وتونس والسعودية وقطر. أيضا يعرض فيلم Eagles of the Republic مشاركة مصرية حيث يتناول موضوعات سياسية واجتماعية، ويعتبر من الأعمال البارزة في المهرجان.
من تونس يعرض فيلمPromised Sky التونسي ويعكس قضايا اجتماعية وثقافية مهمة.
هذه الأفلام تمثل تنوع السينما العربية وتساهم في تعزيز حضورها على الساحة العالمية، مما يعكس قوة الثقافة العربية في صناعة السينما؛ والأهمية الكبرى للمؤثرات الاجتماعية والسياسية في الدول العربية، واهتمام العالم بها.
فنجد المهرجان في اختياراته للأفلام التي تعرض سواء في المسابقة الرسمية أو خارجها تعبر عن قضايا انسانية عدة؛ وليس أدل على ذلك من اختيار بوست المهرجان الذي جاء محمّلًا برمزية سينمائية، إذ استُخدمت فيه لقطات من الفيلم الفرنسي الشهير “رجل وامرأة” للمخرج كلود ليلوش، وهو العمل الذي جمع بين النجمين أنوك إيميه وجان لوي ترينتينيان، ويُعد من أبرز كلاسيكيات السينما الفرنسية. حيث أعلن المهرجان أن اختيار هذا الفيلم تحديدًا لتصدر البوستر الرسمي يأتي كتقدير مزدوج لفكرة الحب المستمر.
من أهم القضايا التي يختم المهرجان بعرضها قضية الهوية والانتماء؛ ففيلم “الأخت الصغيرة“ (حفصية حرزي): يتناول صراع الهوية بين الدين والتقاليد في حياة شابة تونسية تعيش في باريس، مما يعكس التحديات التي تواجهها الأجيال الجديدة في الحفاظ على هويتها الثقافية.
أيضا تأتي الهجرة والتضامن مع اللاجئين من ضمن القضايا التي تم التركيز عليها في فيلم “سماء بلا أرض“ (أريج السحيري) يركز على الهجرة النسائية والتضامن بين نساء من خلفيات متعددة، مما يعكس قضايا الهجرة والتحديات التي تواجه النساء في المجتمعات المختلفة.
وعن المقاومة حدث ولا حرج فيلم “كان يا مكان في غزة“ (طرزان وعرّاب نصار) يتناول قضايا تعكس واقع المقاومة والصمود في وجه التحديات في غزة، مما يعكس الواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون. أيضا الفيلم المصري “نسور الجمهورية” لطارق صالح الذي يعرض للفساد الذي يواجهه البطل في ظل الظروف السياسية والاجتماعية المعقدة التي تشهدها مصر.
القصد أن مهرجان كان يحمل أهمية أكثر بكثير عن مجرد صور لمن ارتدى ماذا؟ أو شنطة الببغاء وفستان الريش والكرانيش. لذلك فمهرجان كان المفضل لدى العديد من صناع السينما الجادة التي تحمل مضمون، ببساطة لانها لسان حال الشعوب، بدون تدخل سلطة المال بانتاجه الضخم ماليا، والضحل انسانيا أحيانا. ويصبح واضح لكل ذي عينين لماذا فضل العالمي يوسف شاهين كان على غيره من المهرجانات.
اقرا أيضا