لن تتوقف مصر عن إبهار المصريين انفسهم، ففي كل يوم وكل ساعة تظهر قطعة فنية من الكريستال تضيء ليل الظلام بشعلة من الأمل والفرح والموسيقى، فها نحن مع مجموعة من عازفات البيانو المصريات غير المعروفات للكثيرين وعلى رأسهن مشيرة عيسى التي اختارتها شبكة بى بى سى ضمن مائة شخصية نسائية عالمية ومنحتها منظمة اليونسكو لقب أفضل عازفة. وهناك مارسيل متى وعائشة حمدي وابتهاج حمدي وغيرهن ممن يذكرهن الدكتور فوزي الشامي في كتابه (شوبان على ضفاف النيل) والذي يسعى فيه إلى تأريخ حياة شوبان الفنية وتأثير أعماله وكيف وصلت إلى مصر.
ويتتبع فوزي الشامي بدقة بالغة مسيرة تيجران البولندى الذي عاش بالقاهرة ونقل أعمال شوبان إلى جيل الأوائل من المصريات وكانت بينهن (مشيرة عيسى) التي تلقت بعض الدروس على يديه وهي طفلة صفيرة، ولتميزها الملحوظ فقد أطلق عليها بنفسه (أمل معهد تيجرمان). والتحقت فيما بعد بالكونسرفتوار وبدأت دراستها على يد ميليتا لوركوفيتش ثم إدوارد ميرزويان، وانهت دراستها مع فيسفولود ديميدوف؛ وهم من الأساتذة المهمين في تاريخ الكونسرفتوار. وبعد تخرجها استكملت دراستها بالنمسا، وقدمت في حفلاتها العديد من مؤلفات شوبان، كان آخرها تقديم الكونشرتو الثاني لشوبان في البرتغال. وهي أستاذ البيانو بالمعهد العالي للموسيقى العربية بأكاديمية الفنون، وقد شاركت في لجنة تحكيم مسابقة شوبان الدولية للبيانو في مصر عام 2014.
وفي معهد تيجران تعلمت مارسيل متى التي أصبحت أول سوليست مصرية تعزف في دار الأوبرا، وهي أيضا أول رئيس لقسم البيانو بالمعهد العالي للموسيقى/ الكونسرفتوار. عاشت قصة حب كبيرة مع زوجها الفنان التشكيلي الكبير أحمد فؤاد سليم الذي رحل عن عالمنا 2009.
أما عائشة حمدي فقد تعلمت على يد تيجرمان، لكنها تدربت مبكراً على يد الأستاذة الفرنسية ماريا بانونزيو، ثم بعد ذلك ولمدة ثماني سنوات أخرى في مرحلة النضج الفني تتلمذت على يد تيجرمان. وبعد تخرجها من معهد تيجرمان حصلت على الجائزة الأولى في العزف على البيانو في أول مسابقة موسيقية للناشئين في العزف على البيانو والفيولينة والتشيللو، والتي اقامتها اللجنة العليا للموسيقى برئاسة أحمد شفيق أبو عوف.
وبعد ذلك حصلت عائشة حمدي على بعثة دراسية من قبل وزارة الثقافة المصرية للدراسة في إنجلترا. وكانت أول بعثة في هذا التخصص، حيث درست مع فريدريك جاكسين ثم إيريك هوب ومن بعده ماكس بيراني في رويال أكاديمي بلندن . ثم بدأت التدريس بالكونسرفتوار عام 1960، كما أنها وضعت عدة كتب حول تاريخ تطور البيانو وتقنيات العزف عليه.
ولا يذكر المؤلف معلومات إضافية عن السيدة عائشة حمدي، لكنه يضيف أسماء آخريات مثل (ابتهاج حمدي) التي حصلت على الجائزة الثانية في أول مسابقة موسيقية للناشئين في العزف على البيانو. وكذلك (إنعام عبد الحليم) التي حصلت على الجائزة الثالثة في نفس المسابقة، وعملت مدرسة للبيانو في الكونسرفتوار فيما بعد، وهي نجلة عبد الحليم علي المؤلف الموسيقي وأحد المربين الذين لهم دور كبير في التربية والتعليم الموسيقي في المدارس المصرية.