ـ من قال إن الموسيقى حرام ؟
=الفقهاء
ـ وبما استدلوا ؟
=نصوص قرآنية وأحاديث نبوية
ـ وإن كانت هذه النصوص القرآنية قد تم تأويلها لتناسب فتوى التحريم .. وماذا لو كانت الأحاديث النبوية ضعيفة السند؟ ثم كيف تتعارض جماليات النص القرآني مع صوت تغريد الطيور!
ـ كيف ذلك؟
تعالى لنحكي الحكاية ونعرف كيف تم الرد على كل فتاوى تحريم الموسيقى والغناء من هذا الكتاب العظيم القيمة والذي كان رسالة دكتوراة ناقشها آنذاك كبار أساتذة الأزهر والموسيقى منهم : د. محمد كمال جعفر رئيس قسم الفلسفة الإسلامية كلية دار العلوم، وإبراهيم أبو النجا نائب رئيس جامعة الأزهر. ولم يسبق لباحث قبل سهير عبد العظيم أن دخل إلى هذا الموضوع الشائك؛ ومع ذلك فلم تترك باباً من أقوال الفقهاء فى مسألة الموسيقى والغناء إلا دخلته بجرأة وثقة. فتعرض المسألة وتأتي بالردود من مصادرها الصحيحة. ثم تفند الأقوال القائلة بالتحريم والكراهة، وتأتى بالأقوال القائلة بالإباحة، وتحرص على الابتعاد عن الفتوى الشرعية. فهي ليست أهل لذلك ولم تطرح رسالتها إلا لمناقشة القيم الجمالية في الموسيقى والتي لا يمكن أن تتضارب مع جماليات النص القرآني.
وتلك هي قصة الكتاب الذي يؤكد أن ترتيل القرآن الكريم وتجويده سببا في نجاح كبار الملحنين الذين نشأوا نشأة دينية (الشيخ درويش الحريري، الشيخ يوسف المنيلاوي، الشيخ سلامة حجازي، سيد درويش، الشيخ أبو العلا محمد، الشيخ زكريا أحمد، محمد القصبجي، أم كلثوم، محمد فوزي، سيد مكاوي، محمد عبد الوهاب).
تقول الدكتورة سهير عبد العظيم (فإننا إذا ذكرنا الموسيقى فإنما نقصد بها الموسيقى في أوسع معانيها، وهي التناسب والتناسق والائتلاف الدقيق والانسجام المُحكم والحركة المضبوطة والنسبة الثابتة المتكررة، ولمّا كانت نفوسنا منظومة على التنظيم في أصل خلقها وعلى النسب والتنظيم التي عليها يدور الحسن والجمال في أصل تركيبها حنّت إلى الموسيقى عند سماعها وإلى الألحان عند إيقاعها) .
كل ذلك فعلته سهير عبد العظيم وهى شابة صغيرة ربما كانت في العشرينات من عمرها آنذاك. لكنها تمكنت من أدوات بحثها وجعلت أعضاء لجنة المناقشة يقفون لتحيتها وهم أصحاب المكانة والإجلال. فكان من حقها أن تفخر بعملها وأن تكتب فى المقدمة قائلة (ويعد كتابي هذا جولة فى ميادين عديدة تاريخية ودينية وفنية وفي كل ميدان صادفني عناء البحث العلمي. غير أني أعتقد أن ما أقدمه في كتابي لم يسبقني إليه كاتب وهو لا يعدو أن يكون محاولة جادة للإسهام في الحركة الموسيقية.
ومن الثقة إلى التواضع ونسب الفضل إلى أهله؛ تعترف الدكتورة سهير عبد العظيم بالجميل والفضل لعدد كبير من الأساتذة والباحثين الذين لم يكونوا مجرد مشرفين على رسالة للدكتوراة؛ بقدر ما كانوا حريصين على إتمام هذا العمل المهم فساندوها وأمدوها بالمعلومات والنصائح: (بثينة فريد، الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد نجا وكيل جامعة الأزهر ورئيس قسم الأصوات بكلية اللغة العربية آنذاك، والأستاذ نصر عبد المنصف الذي أشرف على الجانب الفني في البحث، والدكتور محمد كمال جعفر رئيس قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، والأستاذة عطيات عبد الخالق رئيس قسم الموسيقى العربية بكلية التربية الموسيقية.
الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد نجا وكيل جامعة الأزهر ورئيس قسم الأصوات بكلية اللغة العربية
وبعد المناقشة الأكاديمية فكرت الباحثة سهير عبد العظيم في نشر رسالتها في كتاب متضمناً استدلالاتها بنصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية. فأعادت النسخة النهائية لعدد من أساتذتها لمراجعة المصادر وتوثيقها، وتعجب الجميع من تكرار إرسال رسالة تم مناقشتها. لكن سهير عبد العظيم كانت تريد زيادة تأكيد على ما تضمنت رسالتها من نصوص مقدسة خاصة وأنها ستطرح رسالتها على جمهور واسع من القراء.
ويبدو أن الحلم ظل مؤجلاً ثلاثين سنة؛ فلم يظهر الكتاب إلا مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وضمن سلسلة عالم الموسيقى التي كان يشرف عليها الراحل زين نصار.
والدكتورة سهير عبد العظيم ـ التى لم أجد لها صورة في أرشيفي ولا فى أرشيف محركات البحث بكل أسف ـ هى أستاذ الموسيقى العربية، وأحد الرواد والأساتذة المتميزين فى المجال الأكاديمي،. حصلت على ليسانس التربية الموسيقية يونيو 1962. درست آلة العود على يد كل من عطيات عبد الخالق وجمعة محمد وجورج ميشيل، كما درست آلة الكمان مع أحمد عبيد قائد الأوركسترا المصرية.
1972 حصلت على الماجستير برسالتها عن (مراحل تطور “الدور” في مائة عام). وشغلت الدكتورة سهير منصب رئيس قسم الموسيقى العربية بكلية تربية موسيقية. وكل تلك معلومات من كتابها الموسيقى في الاسلام.
إقراء أيضا
موسيقى الخيول فى سورة (العاديات)
هل قرأ الرسول (صلى الله عليه وسلم) القرآن الكريم بصوته؟!
آيات قرآنية شغلت علماء التشريح .. تعرف عليها
فقهاء قالوا بتحريم الموسيقى والغناء! فما هى أدلتهم؟!
أربعة فقهاء أباحوا الغناء بينهم الإمام الغزالى
أربعة فقهاء أباحوا الغناء بينهم الإمام الغزالى
فلسفة الآذان ..وحكايات مسجد سيدنا الحسين
